كتبت : أسماء فكري السعيد علي
على الرغم من أن سيارتها موديل 2017، فإن هايدي نجيب، 23 عامًا، قررت تحويلها إلى تاكسي مخصص للبنات فقط، فكرة نفذتها لتزود دخلها في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة عن طريق شىء تحبه وتهواه وهو قيادة السيارات التي لا تمل منها حتى لو كانت القيادة لمسافات طويلة.
تعمل منذ ثلاثة أيام، وقرارها بأن يكون زبائنها بنات فقط راجع إلى عدم شعورها بالأمان على الطريق: “الدنيا مفيهاش أمان، فحبيت إن كل اللي يركبوا معايا يكونوا بنات وستات بس”.
بُعد مسافة “التوصيلة” لم يكن هو الشغل الشاغل لـ”هايدي” بقدر اهتمامها بتحقيق الأمان الكامل لها، فكانت المناطق العشوائية خط أحمر: “معنديش أي مانع أروح أي مكان حتى لو مشاوير خاصة، أو سفر، بس كله إلا الأماكن العشوائية، صعب إني أروحها”.
تلقت “هايدي” اتصالات عدة من زبائن مختلفين، وذلك منذ اليوم الأول للإعلان عن فكرتها على موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك”: “من كتر المكالمات بقيت بظبط جدول المواعيد بتاعي قبلها بيوم”.
حرصت أن تكون السيارة التي تستخدمها بالمشروع موديل 2017، وذلك لراحة الزبائن وجذبهم: “طبعًا العربية كلفتني وعليا أقساط كتير، بس أنا لسه هستخدم المشروع كذا سنة قدام وهحاول أسدد اللي عليا”.
عملت “هايدي” من قبل في شركة “أوبر” على سيارة والدها، وهو ما وفر لها المال الكافي لسداد مقدم السيارة الجديدة: “ماكملتش في أوبر بسبب الحوادث اللي بقيت أسمعها في الفترة الأخيرة ومفيش أي ثقة في الناس اللي بتركب معايا”.
لأن السيدات تعشق التخفيضات، قررت العمل على تخفيض التسعيرة التي تستخدمها في توصيل الزبائن: “بحسب تكلفة المشوار عن طريق أبلكيشن بتاع أوبر وبعمل عليه تخفيض”، اعتياد “هايدي” للقيادة منذ فترة طويلة جعلها تتحكم في أعصابها وتعتاد على المضايقات وشدة الزحام الموجودة بالطرق في مصر بشكل كبير: “مابقتش أتأثر بكل الدوشة الموجودة في الشارع ولا بيهمني الناس اللي بتتهم الست إنها مابتعرفش تسوق”.