كتبت : أسماء فكري السعيد علي
الذكريات .. من منا ليس لديه مجموعة كبيرة جدا من الذكريات بعضها حلو نتمني تكراره والبعض الأخر مر وحزين نريد نسيانه وعدم تذكره ..
من منا في كثير من الأوقات عندما يكون جالسا وحيدا ويتذكر وهو يفكر ذكرياته السيئة ومواقف الأخرين معه .. من خانه .. ومن كذب عليه .. ومن غدر به .. وفاة عزيز .. فقدان حبيب .. جراح من قريب أو غريب … ومن كثرة الآلام التي يسببها هذا الفكر وهذه الذكريات نتمني لو ننساها ولا نتذكرها ثانية .
من منا تجده لا يقدر علي الغفران والمسامحة لأنه لا يستطيع نسيان جراحه .. أو يمرض ويموت حزنا لفراق عزيز أو حبيب.
فالذكريات هي سلاح ذو حدين .. إما تسعد صاحبها وتجعله طائرا أو تتعسه وتجعله حزينا ..
ونظرا لما تفعله الذكريات بنا .. بحث العلماء كثيرا للوصول لطريقة لنسيان بعض الذكريات التي قد تؤثر سلبا علينا ..
وبعد طول البحث والمحاولة توصل علماء أمريكيون إلى طريقة لمحو بعض الذكريات السلبية من الشبكة العصبية في الدماغ البشري.
ويعد هذا الاكتشاف مهما جدا بالنسبة للولايات المتحدة، وخاصة للأشخاص الذين يعانون من متلازمة ما بعد الصدمة، حيث تنتشر بشكل كبير بين العسكريين.
ولهذا إقترح مجموعة من الباحثين من جامعة “ريفرسايد” في كاليفورنيا،عن طريقة يمكن للعقل بها محو بعض الذكريات الغير مرغوبة عن طريق معالجة الخلايا العصبية مباشرة في الدماغ. وبسبب التحفيز الانتقائي لمناطق معينة، يتم تعطيل قنوات الاتصال المستقرة بين الخلايا المسؤولة عن تذكر ذكريات متنوعة.
ويعتبر الهدف الرئيس من التكنولوجيا الجديدة هو مساعدة الأشخاص الذين يعانون من حالات مختلفة من التوترات والإكتئاب سواء كانت هذه الحالات مزمنة أو مؤقتة .. كما تساعد أيضا المرضى الذين لا يستطيعون تجاهل الماضي بأنفسهم .. أي الغير قادرين علي نسيان ماضيهم والتكيف مع حاضرهم الجديد .
ولقد لاقت هذه النتائج ردود أفعال كثيرة داخل الوسط العلمي بين مؤيد للفكرة كعامل مساعد في علاج حالات مرضية كان من الصعب التعامل معها .. وبين معارض للفكرة والسبب في الإعتراض أن عقل الإنسان عبارة عن مجموعة من الشبكات العصبية المترابطة فلا يمكن إغفال إحداها لتعمل الأخري .