ثورة ضد التعليم ….
كتب/ محمد الجاعوص
يجب أن نسعي جادين الي انقلاب جذري في المناهج التعليمية, فهناك علوم يجب أن تتواري لأنه قد عفي عليها الزمن,
كما أن هناك علوما يجب أن تجد مكانها علي الخريطة الدراسية للطالب لأنها معارف العصر وعلوم المستقبل,
فالذكاء نفسه أصبح علما يدرس والتدريب العقلي أصبح أسلوبا يتبع,
كما أن علم مناهج البحث العلمي يجب أن يحتل مكان الصدارة في العملية التعليمية المعاصرة,
كما أن قدرا كبيرا من نتاج العلوم السلوكية الحديثة يجب أن يجد هو الآخر طريقه إلي أساليب التربية وطرائق التوجيه,
ولن يتحقق العائد المرتجي من تطوير السياسة التعليمية لو ظللنا علي عهدنا بالطرق التقليدية في حشو المعلومات,
بينما نحن في عصر الكمبيوتر أو اتباع أساليب التلقين المباشر, بينما نحن نتقدم بسرعة نحو عصر الحرية الفردية
وتنمية الذات وتكريس الاستقلال الشخصي لدي من سوف يتولون إدارة الأمور في المستقبل المقبل,
إذ أن هدف التعليم العصري هو أن يفتح أبواب المعرفة ونوافذ التفكير أمام الأطفال والشباب ليتمكنوا من القيام ذاتيا
بعملية التعلم التي تستمر لصيقة بالإنسان حتي رحيله عن الدنيا, التعليم أسلوب ذاتي للتفكير والتأهيل
والتدريب يجعل من البشر أصحاب بصيرة ناجحه فالدنيا قد تغيرت والعالم اختلف العلم والتكنولوجي
أحدثت تغييرات جذرية هائلة, ونقلة نوعية باهرة, جعلت معدل التطور في عام واحد يناظر ما عرفته عدة عقود سابقة.
إن دور الأسرة وأجهزة الإعلام دور مكمل للعملية التربوية وأساسي في الصناعة التعليمية لأن المناخ العام في المجتمع وشيوع
ثقافة معينة فيه وسيادة نمط من القيم والتقاليد بين أفراده, هي كلها عوامل فاعلة في تكوين إنسان العصر,
فالعزلة مستحيلة في ظل السماوات المفتوحة والأقمار الصناعية والبرامج العالمية التي تقتحم علي الصغار والكبار حجرات نومهم قبل صالات معيشتهم,
إننا يجب أن نعترف أن التعليم ليس عملية مستقلة ولكنه جزء لا يتجزأ من مجتمع بأكمله ووطن بأثره بل ربما أيضا من العالم بطوله وعرضه,
فالطفل والشاب يخضعان لمؤثرات يومية لا يمكن الحد منها أو منع انتشارها, كما أن الأجيال الجديدة تواجه بشكل غير مسبوق
أزمة الاختيار بين الشخصية القوية في جانب والنمط الدولي العام في جانب آخر, ولن يتحقق لها التوازن المطلوب إلا بثورة عاقلة للانتقاء
الموضوعي العادل بين ركام هائل من التقاليد الموروثة, وترشيد العادات الاجتماعية علي نحو يسمح بالمتزاج مع روح العصر ومقتضيات المستقبل .