جريدة مصر اليوم العربية/ روسيا تحارب الغرب كاملا

جريدة مصر اليوم العربية/ روسيا تحارب الغرب كاملا

الكاتب والناقد : محمد عبد المجيد خضر

انا شخصيًا اجد أن روسيا لها مبرر قوي ومقنع للهجوم على اوكرانيا، واعتقد جازمًا ان هذه الحرب تم الترتيب لها مسبقًا من قبل أمريكا وحلف الناتو، ذلك انه وعلى مدي سنين طويلة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، عاشت اوكرانيا بحدودها المتاخمة لروسيا في هدوء وسلام ولا مشاكل فماذا حدث ؟.

تم تنصيب رئيس فنان هزلي له صفات شخصية تميل للمباهاة خلف الميكروفونات، والبحث عن مجد شخصي وبطولات كرتونية، وسمات شخصية مناسبة للتخطيط الذي يسعى اليه القوى المعادية اولا للاستفزاز، وأيضا لاستنزاف قدرات روسيا والضغط عليها وارهاقها اقتصاديًا وسياسيا، واضعاف قدرتها ومخزونها العسكري من اسلحة وذخائر، ذلك ان طلبت أوكرانيًا الانضمام الى الناتو والاتحاد الاوربي، وهذا يمثل خطورة وتهديد للأمن القومي الروسي، حيث يتم تخزين أسلحة خطرة ومواد وذخائر على حدود روسيا!!؟.

ومن المثير للإعجاب تغلب روسيا بقيادة بوتن على كل الاعيب الغرب والناتو وأمريكا، وابتكر واحتل أراضي ودمر معظم البنية التحتية لاوكرانيا بصواريخ فتاكة وغارات جوية، ولما طالت الحرب وادرك القيصر هدف الناتو من اطالة أمد الحرب فأبدع بإستخدام الطائرات المسيرة من ايران، وهي تؤدي الغرض بنفس كفاءة الصواريخ لكن بتكلفة زهيدة جدًا، فثار الناتو جدا وفرضوا عقوبات شديدة على ايران وروسيا وبوتن، ثم بعد ذلك فتحوا خزائن أسلحتهم وأرسلوا كمًا هائلا من الأسلحة لتمكين اوكرانيا، رغم علمهم بحتمية انتصار روسيا !!؟.

هذا الكرم الزائد عن الحد شجع قادة اوكرانيا على الطمع وابتزاز الغرب وأمريكا، وأكتشفوا مبيعات في الأسواق للأسلحة المرسلة لهم، ظهر فساد غير عادي بدأ من رئيس الدولة وتدريجيا المسؤليين والجيش، وللأسف لم يجرؤ احد من الناتو ولا أمريكا على فتح الموضوع أصلًا.

المثير للعجب هنا ان تقدير الموقف الأمريكي والناتو لم يحسب حساب الدول القوية في العالم التي تكره أمريكا والغرب، والتي دعمت بوتن وساعدته على التصدي لكل خططهم، من عقوبات وأسلحة وحتى الدعم السياسي والاقتصادي، اهمهم الصين وكوريا الشمالية والسعودية والهند ومصر وإيران وسوريا وجنوب أفريقيا وهي قوة لا يستهان بها، ولاول مرة في التاريخ تجد أمريكا نفسها أمام حلفاء يرفضون تنفيذ رغباتها وسياساتها !!.

الآن هناك محاولات حثيثة للقضاء على سيطرة أمريكا والدولار الامريكي، من خلال مجموعة البريكس وهي تكتل اقتصادي قوي، كما تتحكم روسيا والسعودية الآن في قرارات أوبك بما لا يلبي مطامع أمريكا.

الاغرب في الموضوع ان دول الناتو وعلى رأسها فرنسا والمانيا، اكتشفوا أن أمريكا تخدع الجميع وتعمل لمصالحها الخاصة فقط!!، دونما اي حساب لمصالح حلفائها بل تستغلهم وتبتزهم، ففقدوا بعضا من الثقة في أمريكا، لكن الكبر والغرور والكيد يجعلهم مستمرون معا للاضرار بروسيا قدر المستطاع، وفي المقابل روسيا تهددهم بالأسلحة النووية التي تتفوق بها وترعبهم.

وبدأت تظهر أصوات تدعوا للتفاوض، واخرى تدعوا الى منح روسيا ما تريدة ولا يتم التحاق اوكرانيا بحلف الناتو والاتحاد الاوربي، ومازال الكر والفر رغم ان النصر حتمي للروسيا، ولا ندري الى اين سنصل فقد ارهقت هذه الحرب كل دول العالم اقتصاديًا.

ان هذا الموضوع طويل ومتشعب ويحتاج لتحليلات كثيرة، لكن نكتفي اليوم بهذا القدر وللموضوع بقية.