عن الغرفة 207
بقلم/هبة معوض
أمس شاهدت الحلقتين الأولى والثانية من مسلسل “الغرفة 207” المأخوذ عن رواية سر الغرفة 207 للراحل العراب أحمد خالد توفيق، على منصة شاهد vip،
ورغم أنني لست من محبي تحويل الأعمال الأدبية إلى درامية، إلا أني كنت مثل غيري الكثيرين من قراء ومحبي الراحل د. أحمد خالد توفيق،
على لهفة جمة لمشاهدة العمل، والذي بالفعل جاء على النقيض مما توقعت تمامًا.
المسلسل بالفعل أكثر من رائع، تدور أحداثه بشكل شيق، واختيار الشخصيات موفقة تماما، الفنان محمد فراج جسّد شخصية جمال الصواف بصورة مشرفة،
رغم عدم وجود إيقاع عالي من الرعب، إلا أن حلقتين فقط ليستا مقياس للحكم على عمل كامل خاصة وأن روح التشويق به فاقت الرعب، أو لأن مدى مقياس نسبة الخوف تختلف من مشاهد لآخر.
بشكل عام الأحداث تسير بشكل مسترسل ومنظم فيه نوع عالي من الإثارة والتشويق الذي يحبس الأنفاس،
لكن أجد أيضا أن الحلقتين تفتقران لروح الدعابة المعهودة في أعمال العراب
لكن السيناريو والحوار جعلهما يفوقان أن نوع من أنواع الرعب والدعابة في آن واحد،
رغم وجود بعض الاختلافات أو الزيادات الموجودة بالمسلسل وغير موجودة بالرواية مثل اختلاف شخصية شيرين حسني التي أدت دورها الفنانة ريهام عبد الغفور،
ففي الرواية كانت شيرين مصممة ديكور ماتت بصدمة صاعق كهربائي، لكن في المسلسل ظهرت في شخصية طبيبة نفسية ماتت منتحرة،
هناك أيضا شخصية سوسن زوجة جمال الصواف التي ذكر في المسلسل أنها انتحرت،
لكنها في الرواية الأصلية لم يذكر عنها شيئا ولا حتى اسمها سوى “طلقت امرأتي منذ أعوام طويلة..
لا تسألني عن السبب فأنا لم أعد أذكره.. لا أذكر وجهها ذاته.. لابد أنها كانت امرأة بدينة طويلة اللسان لا تكف عن معايرتي وسب أمي”،
أعتقد أن د.تامر ابراهيم أصاب في تلك التفاصيل الجديدة، حيث أجدها مناسبة للعمل الدرامي أكثر،
وأن الشخصيات الروائية مناسبة للورق أكثر من الدرامية، أي أن كل في مكانه الصحيح
في النهاية يمكن القول أن أي انتقاد موجه للعمل ليس ترقبا به، لكن لأنني على المستوى الشخصي
كما سبق القول لست من محبي تحويل الأدب للدراما والفن،
وقد تمسكت بذلك الرأي بشدة بعد مشاهدة مسلسل ما وراء الطبيعة، الذي لم أعجب به بشكل كبير رغم ما حدث حوله من ضجة،
فقد رأيت حينها أن شخصية رفعت اسماعيل لابد وأن تظل على الورق للقراء فقط، ولا يمكن تحويلها لشخصية درامية،
لأن صعب أن تصل الشخصية الدرامية إلى الجمهور بنفس القدر الذي انسجمت فيه الشخصية الروائية مع القراء،
وعاشت معهم في خيالاتهم، لكن بعد هاتين الحلقتين أعتقد أن د.تامر ابراهيم بحواره المميز
استطاع أن يجعلني أعيد النظر في فكرة تحويل الروايات لأعمال درامية.
ولمن لم يقرأ رواية سر الغرفة 207، هي رواية تنتمي لأدب الرعب،
تتحدث عن غرفة مسكونة بفندق يديره الخواجة مايكل، ويعاونه فيه عم مينا المحاسب العجوز ذو اللسان السليط ومصطفى عامل المصعد
وعم جمال الصواف، ذلك الكهل الواقف خلف الكاونتر لاستقبال النزلاء، والذي يعد جزءا من تاريخ الفندق والغرفة لا يفترق عنهما أبدا،
لكن تلك الغرفة تحديدًا يختارها 11 نزيل بعناية أو تختار الغرفة نزلائها بدقة، ومع كل نزيل تبدأ رحلة رعب أكثر إثارة مما قبلها،
ومع أسلوب العراب الذي دائما ما يجعل روايات الرعب الخاصة به ذات وقع محبب على النفس،
فتكون الرواية عبارة عن رعب ممزوج بالطرافة والفكاهة، يجعلك تضحك رغم خوفك وتوجسك.