كتبت /هنا صبحى
لقد أصبحت عادة القاء اللوم في عدم خسارة الوزن وفقدانه على موضوع بطء عمليات الايض وحرق الدهون في الجسم شائعة، فالعديد من الأشخاص
الذين يعانون من السمنة وزيادة الوزن ويعتقدون بأنهم قاموا بما عليهم (إما بالحميات الغذائية أو الرياضة أو طرق أخرى) لم يحصلوا على النتائج المرجوة التي كانوا يطمحون لها، وهؤلاء ربما لم يدركوا أن ما يحصل له عباقة بعمليات الأيض لديهم ووتيرتها التي قد تكون أبطأ من المعتاد لديهم.
إذا ما هي عمليات الأيض؟ ومتى
تكون بطيئة ؟ وما علاقتها بموضوع خسارة الوزن والسيطرة عليه ؟ وما الطرق التي يمكن استخدامها لأجل تسريعها ؟
ما هو الأيض؟
تعرف عمليات الأيض بأنها عمليات البناء والهدم في الجسم، فالأيض هو جميع العمليات الكيميائية التي تحدث باستمرار داخل الجسم للمحافظة على العمليات الحيوية المختلفة مثل عملية التنفس وعمليات هضم الطعام والتخلص من الفضلات وغيرها الكثير.
وتتطلب هذه العمليات الكيميائية المختلفة طاقة لكي تتم، ويطلق مصطلح معدل عمليات الأيض الأساسية ( Basal Metabolic Rate-BMR) على الحد الأدنى من الطاقة التي يحتاجها الجسم للقيام بهذه العلمليات الكيميائية المختلفة. وعادة ما تستخدم نسبة 40%-70% من الطاقة اليومية في أداء هذه العمليات، وهي نسبة تختلف تبعاً لعمرك وجنسك ونمط حياتك.
وهناك العديد من الحاسبات والمعادلات التي قد تساعدك على حساب معدل عمليات الأيض الأساسية لديك، وعادة ما توصف عمليات الأيض بالبطء عندما يكون هذا المعدل منخفضاً.
هل تعاني من السمنة بسبب بطء عملية الأيض لديك ؟
عادة ما يلقى اللوم عند مواجهة صعوبة في خسارة الوزن الزائد (رغم اتباع كافة الطرق الصحيحة لذلك) على عمليات الأيض، إلا أن هذا الأمر لم تثبته الدراسات بعد، بل إن بعض الدراسات كان لها اراء مغايرة:
وجدت بعض الدراسات أن الأشخاص الأكثر سمنة والأكبر حجماً لديهم معدلات أيض أسرع من غيرهم، فمتطلبات الطاقة لديهم تزيد لأجل الحفاظ على حجم الجسم.
أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن كانوا يميلون إلى تناول كميات كبيرة من الطعام دون وعي، فعندما طلب من بعضهم تسجيل ما يتناولونه في اليوم الواحد (24 ساعة)، وجد أن كثيرين منهم كانوا يسجلون كمية أقل من الكمية الفعلية، وهو ما يفسر موضوع زيادة الوزن لديهم.
لذا، فإن زيادة الوزن لا يجب أن يكون الملام فيها عمليات الأيض البطيئة، وإنما السعرات الحرارية التي تدخل الجسم عبر الشراب والطعام بكميات أكبر مما يتم حرقه، لذا فإن السيطرة على ما تتناوله من سعرات هو سر خسارة الوزن والحفاظ عليه.
ما الذي تستطيع القيام به لتسريع عمليات الأيض؟
رغم ظن البعض أن أنواع الأطعمة والمشروبات قد يكون لها تأثير على زيادة معدل الايض وعمليات التمثيل الغذائي والحرق في جسمك (مثل : الشاي الاخضر والقهوة والزنجبيل والقرفة والتوابل الحارة)، إلا أن الأدلة حول هذه الحقائق إلى الان غير كافية وغير قوية وليس لها اثر مباشر، وقد يستجيب كل شخص لكل نوع من الأنواع السابقة بشكل مختلف.
إذا كنت تعتقد أنك ممن لديهم عمليات أيض بطيئة، فإننا نقول لك أن مجرد تحكمك في عدد السعرات الحرارية التي تحرق من خلال النشاط البدني سيساعدك، فكلما كنت أكثر نشاطاً كلما أحرقت كمية أكبر من السعرات الحرارية .
أفضل طرق لحرق السعرات الحرارية
سوف نستعرض هنا أفضل 3 طرق لحرق السعرات الحرارية وأكثرها فعالية:
1- الأنشطة الهوائية
تعتبر الرياضة الطريقة الأكثر فعالية لحرق السعرات الحرارية، ويفضل ممارسة ما يقارب 150 دقيقة أسبوعياً من أحد الأنشطة الهوائية المختلفة مثل: المشي وركوب الدراجات والسباحة.
ويمكنك تحقيق هذا الهدف بممارسة 30 دقيقة يومياً لمدة 5 أيام في الأسبوع، وعموماً ولإنقاص الوزن وليس فقط الحفاظ عليه، فأنت بحاجة لممارسة الرياضة لفترة تتجاوز الـ 150 دقيقة أسبوعياً، مع اتباع نظام غذائي ملائم.
2- تمارين القوة
الأنسجة العضلية عموماً تحرق سعرات حرارية أكثر من الأنسجة الدهنية، وبالتالي فان زيادة كتلة العضلات الخاصة بك سيساعدك على خسارة الوزن، وهنا لا نقصد أن تتحول إلى أحد مفتولي العضلات، وإنما نشجعك على القيام بممارسة أنشطة تقوية العضلات مرتين على الأقل أسبوعياً. وركز على التمارين الرياضية التي تعمل على مجموعات العضلات الرئيسية (الساقين والوركين والظهر والبطن والصدر والكتفين والذراعين).
3- كن نشيطاً
إن الحد من ساعات الجلوس اليومية والبقاء نشيطاً سيساعدك بشكل كبير على حرق المزيد من السعرات الحرارية، وحرق دهون البطن، لذا جد الطرق البسيطة التي تستهلك فيها مزيداً من الطاقة، مثل المشي بدلاً من ركوب السيارة، أو صعود الدرج بدلاً من استخدام المصعد، فهذه التغييرات البسيطة ستحدث فرقاً في حياتك .
تأثير المشاكل الصحية على معدلات الأيض
يمكن لبعض الأمراض والحالات الصحية أن تبطئ عملية الأيض وتؤثر عليها، مثل مشاكل الغدة الدرقية (كسل الغدة الدرقية)، ولكن نادراً ما تكون الأسباب طبية وإنما تتمحور غالباً حول استهلاك سعرات حرارية أكثر مما يتم حرقها. ومع ذلك، لا ضير من طلب المشورة الطبية وعمل الفحوصات اللازمة اذا ما شككت بوجود أي عارض طبي.