بقلم سامي المصري
تقول الأسطورة إن مصر هبة النيل والنيل هبة الله لمصر وقد عرف النيل عند الفراعنة باسم جابي ومعنى الكلمة جالب السعادة و جالب الخير والرزق على أهل مصر وكان ذلك النهر العظيم عند الفراعنة له قدسيته واحترامه لدرجة أنهم كانوا يقدمون له عروس كل عام ذلك النهر العظيم الذي تغني له عظماء الطرب الأصيل مثل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وغيرهم كثير من أهل الفن والشعراء والكثير من قصائد الشعر وصفت هذا النهر حقا مصر هبة النيل والنيل هبة الله لمصر فهل نحن المصريون نستحق تلك الهبة ؟ لا والله نهر النيل الذي عرف عند الفراعنة باسم جالب السعادة أصبح في زمننا جالب الموت جالب الأمراض والعيب ليس في ذلك النهر العظيم ولكن العيب فينا نحن المصريون نعم العيب فينا بعد أن أصبح نهر النيل مستنقع يلقي فيه كل شئ من مياه الصرف الصحي إلى مخلفات المستشفيات إلى مواد كيماوية من مخلفات المصانع إلى حيوانات نافقة ووصل بنا الأمر إلى التبول في النيل وأصبح كورنيش النيل الذي كان يجمع الأحباب و الأسر والأهل والأصدقاء في يوم العطلات والأعياد واليوم أصبح الكورنيش عبارة عن مخانات لكل مدمني المخدرات لمن يرغب في التحرش بالنساء ايضا انتشار الباعة الجائلين بالقوة على طول الكورنيش بمعنى إما أن تشتري منهم أو ترحل وبذلك حكم على المواطن البسيط نعمة تنفس الهواء على الكورنيش ولا يوجد من يحاسب من في الماء ولا من على البر ويقولون مصر هبة النيل والنيل هبة الله لمصر والله اننا لا نستحق تلك الهبة في مقالاتي السابقة سبعة آلاف سنة حجارة وليست حضارة هاجمني أحد أصدقائي عندما وصفت أحفاد الفراعنة بالغباء وأنا مازلت مصرا على موقفي أننا أغبياء وأنا أعلم جيدا أنني سألقى نقدا شديد اللهجة قد يصل إلى السب والقذف وأنا موافق لكن عندما تسرق آثارنا فإننا أغبياء عندما ينقب أحفاد الفراعنة عن آثارنا وبيعها فإننا أغبياء عندما نذهب لزيارة الأهرامات والمعابد اتخذ الصور التذكارية فقط ولا نستفيد من علم الأجداد ونترك الغرب ليتعلمو ويتقدمو علينا بفضل علم الفراعنة فإننا أغبياء عندما يصل نهر النيل إلى مستنقع ولا نهتم رغم وجود الكثير من الشرفاء والعلماء القادرين على الحفاظ علي آثارنا ونيلنا ولا نجد منهم من يهتم فإننا أغبياء وفي النهاية يقولون ان مصر هبة النيل والنيل هبة الله لمصر والله اننا لا نستحق مصر ولا نيلها هذا النهر العظيم النهر الخالد والله لن تسامحنا الأجيال القادمة على ما فعلنا بهذا النهر وفي النهاية من أراد أن يوجه لي الشتائم فليتفضل ومن أراد أن يفهم كلماتي فله منى كل الشكر والتقدير